عبد الناصر بليح:” لابأس بكاميرات المساجد ونطالب الوزير بتعميمها “
. في ظل الحملة التي يشنها بعض الإعلاميين ضد وزارة الأوقاف هذه الأيام بسبب وضع كاميرات بالمساجد الكبري ..حيث استنكر البعض وجودها بحجة أنها تتعلق بموضوع الخطابة والسيطرة عليها داخل المساجد ومراقبتها ووصفوه بالشىء الغامض كما تسألواعن سبب ذلك ولماذاالأوقاف تُسيّر هذا المنطق بالعقل الأمنى؟”، كما طالب البعض بضرورة توضيح سبب تركيب كاميرات داخل المساجد، وما هو علاقتها بمراقبة الخطاب الدينى؟ مضيفا “هذا ليس الحل”. ورداً علي هؤلاء نقول :” تنكرون الكاميرات بالمساجد رغم أن محلات السوبر ماركت والأحذية بها كاميرات مراقبة؟ وتركيب كاميرات بالمساجد ليس له علاقة مطلقاً بمتابعة المصليين أو الخطاب الديني .. بل إن وجود الكاميرات بالمساجد الكبري أمر حسن وليس به أي بأس حيث إن مراقبة المساجد للحد من المشاكل وتتبع البلطجية والمتسولين الذين ينامون في المساجد ويدنسونها أصبح ظاهرة تثير قلق الجميع وتتنافي مع تعاليم الإسلام السمحة .. حيث حرم التسول والبطالة .. كما وقف للبلطجة والفوضي بالمرصاد وخاصة عندما يتعلق الأمر بتخريب المساجد حيث يقول المولي عز وجل :” ومَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ “(البقرة / 114). أي أنهم يستحقون الدفع والمطاردة والحرمان من الأمن .. ونقول لهذا الذي يسخر إعلامه للنقد الهدام هلا وجهت بعض الصحفيين بدارك الإعلامية للذهاب إلي بعض المساجد لعمل تحقيقات صحفية عن ظاهرة نوم البلطجية بالمساجد واحتلالها حيث أصبحت ظاهرة خطيرة فهل يليق أن تكون المساجد مأوي للبلطجية ولايزال بعض البلطجية يذهبون للنوم في بعض المساجد من بعد الفجر حتي المغرب نيام ولايؤدون الصلاة وقد ينامون عرايا ومخمورين يسببون قلق وإزعاج للمصلين وإرهاب لإمام المسجد والعاملين به .. و إذا تحدث معهم إمام المسجد أو العاملين به هددوه ونكلوا به ولو تجرأ لإبلاغ الشرطة ناله ماناله ..كما حدث لبعض الأئمة .. ونقول له بأن الكاميرات بالمساجد للتأمين وليس لمراقبة المصلين كما أشيع من البعض وقد رأينا من قبل أثناء الثورات والفوضي أن هناك مساجد كانت تتخذ مخازن للسلاح والذخيرة وكانت تخرج منها المظاهرات .. وكان الناس ينزلون الخطيب من فوق المنبر وكان هناك أئمة ينالهم من الأذي حظ كبير .. ونقول لهؤلاء :” وضع كاميرات مراقبة بمساجد النذور لمتابعة هذه العملية التي نعاني منها علي مدي عقود وتتسبب في ضياع وإهدار المال العام وسرقته من بعض ضعاف النفوس ..هل في ذلك بأس ؟ ووضع كاميرات مراقبة في بيوت الله عز وجل لصيانتها من عبث العابثين وسارقي الأحذية والذين يشوشون علي المصلين ويفسدون عليهم صلاتهم هل في ذلك بأس ؟ ونقولها صراحة ما ذنب أناس يذهبون لصلاة الجمعة كل أسبوع كي يستمعون للعظات المرققة للقلوب والمهذبة للنفوس والموجهة لوجوه الخير والسعادة فإذا بهم يجدون إماماً مسيساً قد سيطر عليه فكر الجماعات الإرهابية يخرج عن النص يدعوا للفتنة والمظاهرات ويدعوا علي الجيش والشرطة ويشكك في القضاء ويفرق بين جماعة المسلمين ويخرج الخطبة عن معناها الحقيقي وهدفها الأسمي .. ومافعل ذلك إلا لغياب حسه الديني وضميره الذي يرده ويعيده إلي صوابه .. فإذا ما علم هذا الإمام أن هناك مراقبة بشرية بعد أن نسي المراقبة الربانية وأنه سوف ينال عقابه الدنيوي قبل الأخروي .. لأنه من امن العقاب أساء الأدب..فإنه لابد أن ينتهي وبذلك يأمن الناس شره وبوائقه ؟ وأخيراً وفي ظل هذا الانفلات الأمني الذي حدث بعد ثورات متعاقبة أليس من الضروري المحافظة علي بيوت الله وصيانتها من الدنس والتخريب ؟ والله عز وجل وعد من عمرها وصانهابالهدا ية والرعاية والإحسان والهداية بقوله :”إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ ۖ فَعَسَىٰ أُولَٰئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ “(التوبة /18).